التَّدَابِيرُ النَّبَويَّةُ لمُوَاجَهَةِ المُشْكِلَاتِ البِيْئِيَّة "نُقْصُ المَاءِ نَمُوذَجَاً"

يهدف هذا البحث الحديث عن اهتمام السُّنة النَّبوية بالبيئة ومكوناتها، والسَّعْي لإيجاد الحلول للمشكلات التي تحيط بالبيئة وعلى رأسها مشكلة (نقص الماء)، ,ولما كان الاهتمام العالمي بالبيئة ظاهرة حديثة في المجتمعات المعاصرة، فإنَّ السُّنَّة النَّبوية الشَّريفة قد أوْلَتْ البيئة ومكوناتها بكافة أشكالها عناية عظيمة، وسَبَقَتْ النظريات والدعوات التي تدعو إلى معالجة التحديات والـمُشْكِلات البيئية المختلفة، فقد دَعَت السُّنةُ النَّبويةُ في كثيرٍ من الأحاديث النَّبوية إلى الحفاظ على البيئة بكل أشكالها ، وحافظت على الصحة العامة، وَوَجَّهَتْ بالسعي في كل ما فيه إصلاح ونماء للبيئة، وَحَذَّرَتْ من كل مظاهر الإفساد فيها، وَحَثَّتْ على الزرع والغرس، وأَمَرَتْ بالإحسان إلى الحيوان والعناية به، وحَرَّمَتْ إيذائه، وأَمَرَتْ بالمحافظة على موارد المياه، وعدم الإسراف فيها أو تلويثها، وبَيَّنَتْ بكلٍ وضوح أنَّ الحفاظ على البيئة بكل مكوناتها، وعدم العبث بمواردها إنما هي مسئولية مشتركة، واعتبرت ذلك كله من المقاصد الشرعية للشريعة الإسلامية، وقد بينت ذلك في بحثي وذلك من خلال التَّعريف بالبيئة لغةً واصطلاحاً، وبيان عناصرها ومكوناتها من أرض وماء وهواء ونبات وطير وحيوان وغير ذلك، والتَّعريف بالتَّدابِير النَّبوية وأنواعها، والتَّعريف بالمشكلات البيئية، وذكر بعض صورها وآثارها السلبية على البيئة، كما يتناول البحث بيان الإجراءات والتَّدابِيْر التي اتخذها النَّبيُّ r في مواجهة مشكلة من أخطر المشكلات التي تواجه البيئة، والحدّ من الآثار السلبية ألا وهي مشكلة (نقص الماء)، والتي تتلخص هذه التَّدابِير في إبراز المسئولية الشخصية والمجتمعية تجاه البيئة ومكوناتها، وبناء الوعي البيئي لدى الأفراد، والأمرُ بالمحافظة على الماء، وعدم الإسراف فيه، وعدم تلويثه، والحثُّ عَلَى حَفْرِ الآبَارِ والعُيُون وشِرَائِهَا، والإدارة الرَّشيدة للموارد المائية، وحسن استغلالها والتَّصرف فيها، والاستفادة بماء البحر وهو على حالته أو بتحليته ومعالجته، واستخدام البدائل المتاحة، واللجُوء والتَّضرع إلى اللهِ تَعَالى قبل كل شيء ليديم علينا سبحانه وتعالى نعمة الماء.