معاملة الأسرى في السيرة النبوية مقارنة بالقانون الدولي (أسرى بدر، واتفاقية جنيف أنموذجًا)

يهدف هذا البحث إلى  التوجه لفهم كيفية تكامل الرؤى الإسلامية مع المعايير الدولية من خلال عرض نماذج من سيرة النبي محمد ﷺ مقارنة بالقانون الدولي؛ مما يؤكد على صلاحية الشريعة الإسلامية لكل زمان ومكان، ويُظهر أهمية القيم الإنسانية المشتركة في زمنٍ تتزايد فيه التحديات المتعلقة بالأسر والسجون والمعتقلات حول العالم. كما يبرز المبادئ التي وضعتها السيرة والتي يمكن أن تُستخدم أساسا لتطوير آليات قانونية تُعزز حقوق الفرد، مما يعكس إمكانية التوفيق بين الفهم الشرعي والمعايير الدولية، وقد سعت هذه الدراسة إلى توضيح العلاقة بين المعاملة الحسنة للأسرى كما وردت في السيرة النبوية مقارنة بالقوانين الدولية المعاصرة. من خلال تحليل أحداث السيرة النبوية وبالتحديد أسرى بدر والتشريعات الدولية من خلال وثيقة جنيف، كما تبرز الأخلاقيات الإسلامية في تنظيم العلاقات الإنسانية حتى في أوقات النزاع عبر دراسة السيرة النبوية، وبالتحديد أسرى بدر، باعتبارها جزءًا أساسيًا من تعليمات النبي ﷺ. كما تعكس القوانين الدولية، مثل اتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949م بعض المبادئ المماثلة لما نلمحه في السيرة النبوية، وتسليط الضوء على التوافق بين القيم الإسلامية ومواثيق حقوق الإنسان، وقد اعتمد في هذا البحث على المنهج الوصفي التاريخي التحليلي في كيفية معاملة الأسرى على  الأسرى في السيرة النبوية، والمنهج المقارن بالقوانين الدولية مثل اتفاقية جنيف من خلال استعراض المعايير الأخلاقية التي حاولت السيرة النبوية تجسيدها في معاملتها مع الأسرى. وتكمن إشكالية هذه الدراسة في رصد نقاط الالتقاء والفروق بين النصوص القانونية الغربية والتشريعات الإسلامية؛ وإبراز القيم الأصلية التي وضعها النبي ﷺ بشأن حقوق الإنسان، ولفت النظر إلى مدى حاجة الناس اليوم إلى شرعة الله لإنقاذ البشرية من ويلات الحروب، وإحلال السلام في العالم وعلاج مشاكلهم في الحياة، وقد تناول البحث في المبحث الأول: السياق التاريخي لمعاملة الأسرى في السيرة النبوية، والمبادئ الأساسية لمعاملة الأسرى من خلال وقائع وأحداث غزوة بدر، وحقوق الأسرى المستنبطة من تعامل النبي ﷺ مع أسرى بدر، وتناول المبحث الثاني: معاملة الأسرى في القانون الدولي (وثيقة جنيف أنموذجًا)،وكان من أبرز نتائج هذه الدراسة: اعتبار مبادئ المعاملة الجيدة للأسرى يوم بدر مرجعًا في تعزيز حقوق الأسرى ورعايتهم  كما أظهرت للحقوق التي كفلها النبي ﷺ وأصحابه في التعامل مع الأسرى أهمية التوازن بين الحقوق الإنسانية وقواعد الحرب، حيث تكتسب هذه المسألة أسسًا متينة من التجارب التاريخية والفكر السياسي التي عكست القوانين الدولية المتمثلة في وثيقة جنيف الثالثة بعض القيم، التي تعمل على تعزيز أخلاقيات المعاملة.