رؤية الله تعالى بين جدل المتكلمين وكشف الصوفية (دراسة مقارنة)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم العقيدة والفلسفة، كلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق، جامعة الأزهر، جمهورية مصر العربية.

المستخلص

يهدف هذا البحث إلى أن العلوم التي نشأت في كنف الإسلام، وأكثر منها ما تحويه هذه العلوم من مسائل ومصطلحات قد تتداخل في بعض الأحيان، فتجد صدى المسألة الواحدة يُسمَع في ثنايا أكثر من علم، وليس هذا أمارةً للتنازع أو عدم انضباط الحدود الفاصلة بين هذه العلوم، بقدر ما هو إشارة إلى تكامليةٍ بين هذه العلوم في سعي أربابها الحثيث لخدمة الناس في دينهم ودنياهم، و هذا التداخل نراه جليًا وواضحًا بين علم أصول الدين أو الكلام، وعلم التصوف أو السلوك، فعلى الرغم من استقلالية كل علمٍ منهما عن الآخر إلا أن هناك ترابطًا وامتزاجًا بينهما في كثير من المسائل، ومن هنا كانت فكرة هذا البحث والذي نحاول من خلاله أن نكشف اللثام عن مدى التقارب والتباعد بين أرباب هذين العِلْمين المختلفين في معالجة قضية واحدة، وهي رؤية الله تعالى، وقد اشتمل البحثُ على بيان مصادر تلقي العقائد والاستدلال عليها لدى المتكلمين والصوفية؛ لما سيكون له من أثر بالغ في مسألة رؤية الله تعالى،وقد اتبعت في هذا البحث على المنهج التحليلي، وذلك بالوقوف على مصادر تلقي العقائد والاستدلال عليها عند المتكلمين والصوفية، وأيضا في تحليل أقوالهما في مسألة الرؤية ، ثم استخدمت المنهج المقارن لبيان مدى التقارب أو التباعد بين هذه الآراء ، وكذلك استخدمت المنهج النقدي في نقد بعض النصوص والآراء، وقد اقتضت طبيعة بحثي أن يتكون من مقدمة، وتمهيد ، وأربعة مباحث ، وخاتمة تحتوي على أهم النتائج التي من أبرزها أن اليقين عند المتكلمين يختلف عنه عند الصوفية ، فيقين المتكلمين قائم على النظر والاستدلال، أما الصوفية قائم على الكشف والذوق، وأن المتكلمون لم ينكروا الكشف أو الذوق أو الإلهام كمصدر من مصادر المعرفة، ومع ذلك لم يعولوا عليه كثيراً، لأنه يمثل تجربة فردية ، وغير منضبط بحدود ، ويصعب التعبير عنه، وأن الخلاف بين رجال التصوف السني وبين جناحي أهل السنة والجماعة (الأشاعرة والماتريدية) يعد خلافاً اعتبارياً وليس حقيقيا ً، ومن خلال ماسبق يظهر مدى التقارب بين الصوفية السنية المعتدلة ،وأهل السنة (الأشاعرة والماتريدية) وذلك من خلال رأيهما في رؤية الله تعالى   .

الكلمات الرئيسية