التلقيح الصناعي ( دراسة فقهية مقارنة)

يهدف هذا البحث إلى أن الحديث عن التلقيح الصناعي من منظور فقهي، حيث يناقش أنواعه، أسبابه، وأساليبه، ويعرض الأحكام الشرعية المرتبطة به وفقًا للفقه الإسلامي، وأن من حكمة الله تعالى أن جعل في النفس الإنسانية حاجة غريزية يحاول من خلالها أن يبقى على نوعه كإنسان ، ومن مظاهرها التواصل الجنسي ، والحرص على الولد ، لذا فإن رغبات جميع الناس بالحصول على الأولاد أمر طبيعي ، وغياب تحقيق هذه الرغبة يسبب القلق والألم للإنسان، وقد بدأت البحث بمقدمة توضح أهمية الإنجاب في الإسلام والسعي للعلاج من العقم، ثم يستعرض تعريف التلقيح الصناعي لغويًا واصطلاحيًا، مع بيان أنواعه مثل التلقيح الداخلي والخارجي (أطفال الأنابيب)، كما يناقش الحالات المختلفة للتلقيح الصناعي، مثل استخدام نطفة الزوج وزرعها في رحم الزوجة، أو استخدام نطفة متبرع، ويوضح الأحكام الشرعية المتعلقة بكل حالة، و البحث يعتمد على الأدلة الشرعية، من القرآن والسنة، وآراء العلماء، كما يعرض بعض الفتاوى الصادرة عن المجامع الفقهية، في الختام، يقدم البحث توصيات مبنية على التحليل الشرعي لمختلف صور التلقيح الصناعي، ويبين أن قضية أطفال الأنابيب لها جوانب أخلاقية واجتماعية ينبغي تصورها حين يترتب الحكم الشرعي عليها ، وينبغي إخضاع العلم الحديث لأحكام الفقه الإسلامي وليس العكس،ولا يجوز أن تتحكم العاطفة في الأحكام الشرعية، وأن مجال الطب هو مجال خصب للدراسات الإسلامية ، والضرورة تقدر بقدرها،وقد توصلت إلى أن التلقيح الصناعي جائز شرعًا بشروط صارمة، منها اقتصاره على الزوجين خلال فترة الزواج دون تدخل طرف ثالث؛ لضمان عدم اختلاط الأنساب. كما أكد على تحريم استخدام الحيوانات المنوية أو البويضات من متبرعين، لما فيه من اختلاط الأنساب ومخالفة مقاصد الشريعة. وأوصى بضرورة الرقابة الشرعية والطبية على هذه العمليات لضمان توافقها مع الضوابط الإسلامية.