جماليات التعبير البلاغي عن مادة العطاء في القرآن بين عطاء الرب وعطاء الإنسان

يهدف هذا البحث إلى بيان جماليات التعبير البلاغي لمادة من مواد لغتنا الغراء وهي مادة : «عطى»، وقد بين البحث موارد هذه المادة في الذكر الحكيم ، وقسمها إلى موارد العطاء الرباني واشتمل على إيراد سبعة مواضع امتازت ببيان عطاءات الرب سبحانه وتعالى، وتنبيها على عظم ما يعطيه ودوامه، وثبوته وأنه على قدر كفاية العبد فالعظيم عطاؤه عظيم، وأفادت أن العطاء فيه معنى التفضيل،  والزيادة والقرب،  وكرم الله دون منفعة تقع من العبد عليه سبحانه ،وقد سلسلت الدراسة هذه المواضع حسب مشتقات المادة، وقد بين البحث موارد هذه المادة في العطاء الإنساني في الذكر الحكيم في خمسة مواضع، وقد لمحت فيها جليا أنها وردت على صيغة واحدة وهي الفعل، وتجلت فيها الضنة، والقلة، والشح،  والسخط، والصغار، وبينت في كل موضع لهذه المادة وما تعلقت به في الآية أو في موضعها من الآية من أسرار بلاغية. ومدى بلاغة التعبير بها دون غيرها في بعض المواضع التي تتطلب ذلك ، وألحقت بكل موضع ما يعين على بيانه من سباق ولحاق حتى يظهر المراد من هذه اللفظة ويبدو كالشمس واضحة لذي عينين ،ثم ختمت هذه الدراسة بمقارنة بين جماليات التعبير البلاغي بين موارد عطاء الرب وموارد عطاء الإنسان في الذكر الحكيم، وبرزت ما فيها من فوارق وأظهرت ما فيها من علل حتى ظهر فيها أن الفارق بين عطاء الخالق والمخلوق كالفرق بين الصانع والمصنوع.